Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
31 mai 2014 6 31 /05 /mai /2014 22:02

مــــجـــزوءة الأخـــــلاق

الـــســـعــــادة

 

:تقديم للمفهوم

 

لقد أجمع الفلاسفة على أن الخير الأسمى الذي ظل الإنسان يبحث عنه هو إسعاد النفس، إلا أن الإشكال الذي يطرح في هذا السياق يرتبط باختلاف الناس في تمثلهم للسعادة بين من يربطها بما هو مادي، ومن يحصرون دلالتها بماهية النفس وملكاتها، كسعادة النفس والعقل؛ بالإضافة إلى الفلاسفة الطبيعيين الذين اعتبروا الإنسان نفسا وجسدا؛ وبالتالي فإن تحقق سعادة النفس لا يكتمل إلا إذا اقترنت بسعادة البدن.

       يبدو أن مفهوم السعادة تتداخل فيه دلالات متباينة، وتتقاطع فيه حقول معرفية مختلفة بيولوجية وسيكولوجية وميتافيزيقية وسوسيو-اقتصادية وسياسية؛ إنه مفهوم يتاخم مجموعة من المفاهيم الفلسفية الأساسية مثل الواجب والحرية والفضيلة.

على هذا الأساس فهل للسعادة مدلول واحد، أم أنها متعددة الدلالات، تتباين وتختلف معايير تمثلها؟ وبأي شكل تكون السعادة ممكنة؟ وما سبيل تحقيقها وتحصيلها؟ هل السعادة كشعور وكخير أسمى، منفصلة عن الواجب والحرية في أبعادهما المتعددة، أم أن علاقتهما تعكس تكاملا وتمفصلا كبيرين؟

 

المحور الأول: تمثلات السعادة

ما السعادة؟ هل هي مادية ترتبط بكل ما يحقق الحاجيات المادية، أم أنها عقلية ترتبط بكل ما يحقق اللذة العقلية، أو بعبارة أخرى نتساءل، هل يتمثل الإنسان السعادة بطريقة واحدة، أم أن تمثلها يختلف باختلاف طبيعة السعادة نفسها؟

تحليل نص للفيلسوف العربي أبو نصر الفارابي، ص. 200 كتاب في منار

موضوع النص: يحدد هذا النص الأسس الجوهرية التي تنبني عليها دلالات مفهوم السعادة، وكذا السبل التي تمكن الإنسان من تحصيلها.

الأسئلة الضمنية المؤطرة للنص: ما السبيل إلى تحصيل السعادة؟ وبأي معنى تعتبر السعادة غاية يتشوقها كل إنسان؟ وكيف ترتبط السعادة بالمعرفة والعمل؟

أطروحة النص: السعادة أجدى وأعظم الخيرات التي يتشوقها كل إنسان، فهي أسمى ما يطلب لذاته لا لغيره، وليس من الممكن تحصيلها بالفطرة لأنها تحتاج إلى المعرفة والعمل بكل ما يحقق السعادة.

أطروحة النص: السعادة أجدى وأعظم الخيرات التي يتشوقها كل إنسان، فهي أسمى ما يطلب لذاته لا لغيره، وليس من الممكن تحصيلها بالفطرة لأنها تحتاج إلى المعرفة والعمل بكل ما يحقق السعادة.

:تحليل وتفكيك عناصر الأطروحة- 

يلزم كل من آثر السعادة باعتبارها نهاية الكمال الإنساني أن يكون له السبيل من المعرفة والعمل بالأمور التي يها يمكن الوصول إليها؛ فكل كيف يعتقد ويتمثل السعادة التي يظن أنها وحدها ما يمكن أن يحقق بها سعادته، إلا أنه بالرغم من ذلك تظل السعادة دائما وأبدا هي آثر الخيرات وأكملها، مكتفية بذاتها، إذا حصلت للإنسان فلن يسعى بعدها إلى غاية أخرى غيرها.

       يمكن للإنسان -حسب الفارابي- أن ينال السعادة بالأفعال والأحوال التي يلحقه بها حمد؛ من هذه الأحوال أن السعادة تنال بالأفعال الجميلة متى صدرت عن الإنسان بطواعية واختيار، ليس في بعض الأشياء فقط، أو في زمان دون آخر، بل أن بختار الجميل في كل ما يفعله وفي زمان حياته بأسره.

مطلب المناقشة: استثمار تصور ابن مسكويه؛ الكتاب المدرسي مباهج، ص. 193

هاجم ابن مسكويه بقوة كل أولئك الذين حصروا السعادة في اللذة البدنية، فاعتبرهم من عامة الناس الجهلة، لأنهم جعلوا النفس الشريفة كالأجير المستعمل لخدمة النفس الشهوانية. ولأن الجسد لا يمكنه أن يكون داعيا إلى الفضيلة، فإن الداعين إلى السعادة استنادا إلى الجسد ظلوا عند مستوى "البهيمية"؛ وفي مقابل ذلك يشرف مسكويه اللذة العقلية ويعلي من شأنها إلى درجة القداسة أحيانا، فهي لذة تامة وشريفة لا تمل، يختص بها الإنسان وحده دون غيره من الكائنات.

استنتاج وتركيب:

إن الوقوف عند تمثلات السعادة كموضوع فلسفي إشكالي، يجعلنا نقر بأن تفضيل اللذة العقلية سيجعل من السعادة خيرا مطلقا يطلب لذاته كغاية نؤثرها لا لشيء غيرها؛ إنها -بتعبير أرسطو- الخير الأسمى والغاية القصوى للكمال الإنساني، كمال يتحقق بفضل التأمل العقلي. على هذا الأساس يمكن اعتبار السعادة -من حيث دلالتها الفلسفية والأخلاقية- مفهوما تجاوز وخرج عن مجال التمثلات الشائعة التي تعتبره معطى في التجربة الحسية المشروطة والمتغيرة.

المحور الثاني: البحث عن السعادة

مطلب التحليل: استثمار تصور الفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس

موضوع النص: يحدد هذا النص بعض الخصائص الجوهرية المميزة لمفهوم السعادة، مع الوقوف عند أهم السبل التي تمكن الإنسان من بلوغها.

الأسئلة الضمنية المؤطرة للنص: بأي معنى تطلب السعادة لذاتها؟ ولا تطلب من أجل غاية أخرى؟ وما العلاقة التي يمكن إقامتها بين السعادة والأفعال العاقلة المميزة للنفس البشرية؟

أطروحة النص: لا تتحقق السعادة إلا في إطار الفضيلة باعتبارها غاية في ذاتها، وكل ما عداها ليس سوى وسيلة لتحقيقها، وهي مكتفية بذاتها ترتبط بالتأمل العقلي أو ما يسميه أرسطو بالنفس العاقلة التي تحرص في سلوكاتها على المطابقة بين الفعل والفضيلة.

       إن السعادة هي نشاط يطابق الفضيلة باعتبارها الجزء الأكبر والأكثر سموا في الإنسان، إنه النشاط الذي يعتبر في عمقه تأمليا يحتل فيه العقل مرتبة أساسية. فإذا كانت السعادة تقوم على تحقيق المتعة، فإن أكبر متعة يمكن أن يحسها الإنسان هي الحكمة الكامنة في المعرفة.

مطلب المناقشة: إعادة استثمار تصور أبو نصر الفارابي (أنظر المحور الأول)

استنتاج وتركيب:

تعتبر السعادة بمثابة خير مطلق، مثلما هي كذلك السبل المؤدية إلى تحصيلها، في حين أن كل ما يعوق تحقيقها يعتبر شرا مطلقا. تقوم السعادة على أساس القوة الناطقة (أي العاقلة)، تعمل باقي القوى الأخرى على اشتياقها وإيثارها؛ كما لا يمكن أن تتحقق السعادة إلا عندما تخضع كل من النفس المتخيلة والنفس الحساسة للنفس العاقلة منقادة لها.

       عموما يمكن القول، إن الخيار العقلاني والاجتماعي هو طريقة تحصيل السعادة، حيث إن سعادة الفرد مشروطة بسعادة المجتمع، إذ لا يمكن للإنسان أبدا أن يبلغ سعادته طالما اقتصر على مجهوده الفردي؛ إذ لابد له من سند وإطار يدعم سلوكاته ويجعلها تستجيب لنداء الواجب بما يحمله من دلالات الفضيلة والخير الأسمى.

المحور الثالث: السعادة والواجب

ما طبيعة العلاقة التي يمكن أن نستشفها بين السعادة والواجب؟ وإلى أي يمكن اعتبارا الواجب مدخلا أساسيا لتحصيل السعادة؟

مطلب التحليل: نص للفيلسوف إميل شارتيي(ألان)، الكتاب المدرسي منار، ص. 209.

موضوع النص: يحدد إميل شارتيي في هذا النص بعض الطرق التي يجب أن يلتزم بها الفرد لاكتساب فن الحياة السعيدة.

الأسئلة الضمنية المؤطرة للنص: بأي معنى يعتبر ألان السعادة فن الحياة، وليست مجرد دفع للعناء والشقاء؟ وإلى أي حد يمكن القول إن التزام الشخص بما يحقق له السعادة إحساس يرتبط بسعادة الآخرين؟

أطروحة النص وأبعادها:

لا تعتبر السعادة مجرد دفع للعناء والشقاء، بل اكتساب وتعلم لفن الحياة السعيدة التي لا يجب فيها على الإنسان الاستسلام للعوائق دون مقاومة؛ وعلى كل فرد أن يدرك أن سعادته لا تنفصل عن واجب الالتزام بإسعاد الآخرين؛ فالناس لا يحبون رؤية الشقاء يحيط بهم، لذلك وجب على كل من يصبو إلى تحصيل السعادة أن يتجنب كثرة الشكاوى وسرد الأحزان على الغير، خاصة وأن أسباب بلوغ السعادة غالبا ما تكون مكروهة، تجعلها لا تحصل إلا بعد جهد ومعاناة في صورة جزاء ومكافأة.

مطلب المناقشة: استثمار تصور الفيلسوف الألماني إمانويل كانط

من الواجب على كل إنسان أن يسعى إلى ضمان سعادته، ذلك أن غياب السعادة قد يساعد على خرق الواجب؛ وعلى العكس من ذلك نجد أن تحقيقها يؤدي ويشجع على الالتزام بالواجب. وإذا كانت السعادة هي ذلك الميل المشترك بين الناس لتحقيق ما يرغبون فيه أو ما يميلون إليه، فإن تلك الرغبات والميولات لا يمكنها أن تشكل أساسا للسعادة، ذلك لأن القانون الأخلاقي وحده، هو ما يشكل ذلك الأساس؛ لتصبح السعادة مؤسسة على الواجب وليس العكس.

استنتاج وتركيب:

خلاصة ما يمكن استنتاجه في هذا المحور، هو أن مفهوم السعادة يحيل في طبيعته إلى دلالات ومعان فاضلة ونبيلة ترتبط أشد الارتباط بالواجب في أبعاده الأخلاقية والتفاعلية، إذ لا يمكن للسعادة كإحساس أن تكتمل إلا بوجود الغير الذي نتقاسم معه بعضا من ذلك الإحساس، ونجنبه في الوقت نفسه كل ما يمكن أن يحد أو ينقص من سعادته؛ فحينما نكون محاطين بأناس أشقياء، يجعلنا ذلك عاجزين على التعبير عن سعادتنا حتى لا نزيد من شقائهم، ما دامت  النفوس الخبيثة هي من تستمتع بآلام الآخرين. على هذا الأساس تصبح السعادة قيمة أخلاقية توجه تصرفات الإنسان في علاقته بذاته وبالآخرين كذلك. 

Partager cet article
Repost0

commentaires

م
شكراا جزيلا
Répondre

ثانوية مولاي رشيد بأجلموس

  • : عبد الكريم بوهو
  • : الدرس الفلسفي
  • Contact

لتحميل دروس الفلسفة

http://www.4shared.com/folder/TNf5Ba1e/_____.html

بــــــــحـــــــــث

مواضيع الامتحان الوطني الموحد لجميع المواد