Overblog
Editer la page Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
/ / /

 

المؤسسة التربوية ودورها في الحفاظ على ثوابت الهوية المغربية

تقرير من إنجاز ذ. عبد الكريم بوهو:

 

الجلسة الثانية:

نظمت ببلدة أجلموس يوم الأحد 8 ماي 2011 ندوة علمية موضوعها " المؤسسة التربوية ودورها في الحفاظ على ثوابت الهوية المغربية" بمساهمة كل من اللجنة المحلية لجمعية دفاتر إلكترونية بالمغرب، النادي الثقافي للتربية على القيم وتطوير المهارات التابع لثانوية الخوارزمي الإعدادية، جمعية آباء وأولياء التلاميذ ونادي الثقافة والفن التابعين لثانوية مولاي رشيد التأهيلية؛ افتتحت بآيات من الذكر الحكيم وكلمات ترحيب قدمها كل المساهمون في تنظيم الندوة.

       تضمنت الجلسة الثانية من الندوة مداخلتين شارك فيهما كل من ذ. محمد شهبون بمساهمة تحت عنوان " قيم العقيدة الإسلامية في المنظومة التربوية، قضايا ونماذج"، في حين تضمنت المساهمة الثانية التي قدمها ذ. عبد العالي حميتي تحت عنوان " المنظومة التربوية وقيم المواطنة".

 

المداخلة الأولى:

       بعد تقديم ورقة تعريفية بالأستاذ الباحث محمد شهبون ومساهماته الثقافية والعلمية، تقدم بمحاضرة ركز فيها على أهمية الدور الذي تلعبه قيم العقيدة الإسلامية في المنظومة التربوية بالاعتماد على نماذج حية من المقررات الدراسية والبرامج والتوجيهات التربوية، إضافة إلى اعتماده على دراسة ميدانية وجهت من خلالها العديد من الاستمارات للمتعلمين، مستفيدا في ذلك من حنكته وتجربته المهنية في التدريس.

     في هذا السياق وقف الأستاذ المحاضر على أهم النقط التي تبرز مشروعية وراهنية الاشتغال على القيم الإسلامية في ظل واقع بدأت تظهر فيه العديد من الظواهر السلوكية في وسط المتعلمات والمتعلمين؛ خطورة هذا الوضع تتزايد بوتيرة سريعة تتطلب تعبئة كل الطاقات والموارد بالنسبة للمجتمع المغربي عامة، والمؤسسات التربوية على وجه التحديد، خاصة وأن القيم هي معقل الهوية، تمارس وتتجسد على شكل سلوكات يمكن اعتبارها نقطة ارتكاز لتأسيس الحضارة الإنسانية.

       كما انفتح ذ. شهبون على مختلف الدلالات التي تؤطر القيم كمفهوم تتراوح دلالاته بين ما هو ديني أخلاقي، وفلسفي وجودي؛ مبرزا أن الاشتغال على مفهوم القيم ينبغي أن يتأسس على مرجعية إسلامية، بالنظر إلى خطورة دخول بعض القيم كالحرية مثلا، بدلالاتها الغربية التي ستهدم بالضرورة ثوابت هوية مجتمعنا المغربي عامة، وتحدث انفصاما على مستوى هوية تلامذتنا خاصة.

       على هذا الأساس ركزت المداخلة على ضرورة تبيئة القيم الإنسانية بالمرجعية الدينية الإسلامية التي تكاد تغيب إلى درجة أجهضت فيها رسالة المنظومة التربوية التي ينبغي أن تلعب دور الريادة والقيادة في هذا الباب. فالقيم مدخل أساسي لمعالجة العديد من الظواهر التي تهدد تماسك ثوابت هوية أبنائنا الذين أكد الواقع معاناتهم المتجسدة في انكبابهم على المخدرات و"المودا" الغربية، معبرا عن تمرده المتواصل في سلوكاته ومواقفه وتمثلاته، إلى درجة يمكن أن نحسم فيها القول بأن وسط المتعلمين يعيش أزمة قيم خطيرة تراكمت صدماتها إلى أن تحولت إلى قيم أزمة تعكس حجم انفصال ناشئتنا الصاعدة عن الهوية المغربية المتأصلة في التاريخ.

       في ظل كل هذه المعطيات ركز ذ. شهبون على أهمية الاشتغال على القيم الإسلامية باعتبارها المرجع الذي ينبغي الانطلاق منه، مراهنا في ضمان نجاح هذه العملية على الدور الجوهري الذي يمكن أن يلعبه المدرس داخل المؤسسات التعليمية، باعتباره نواة التغيير التربوي، رغم العراقيل التي قد يواجهها هذا الأخير على مستوى فراغ ترسانة برامج ومخططات منظومتنا التربوية من روح القيم الإسلامية.

 

المداخلة الثانية:

       بدأت المداخلة الثانية بالتعريف بالأستاذ عبد العالي حميتي الذي تقدم بمساهمة تحت عنوان "المنظومة التربوية وقيم المواطنة"، انطلق فيها بطرح سؤالين أساسيين: هل المواطن المغربي يخدم بلده بحق؟ وهل المدرسة المغربية باعتبارها مؤسسة تربوية ناجحة في الحفاظ على ثوابت الهوية المغربية؟

       للإجابة على هذه الأسئلة، ركز الأستاذ المحاضر على مقاربة مفهوم المواطنة من الناحية التاريخية للتأكيد على أن روح المفهوم (المواطنة) متأصلة في الثقافة العربية؛ كما تجسدت قيم المواطنة أيضا في حضارات أخرى كالحضارة اليونانية والإغريقية وغيرها. بيد أن واقع حال المجتمع المغربي اليوم، يعكس فشلا كبيرا تكاد تنعدم فيه روح المواطنة الحقة؛ حيث إنه رغم تعدد وتنوع المحاور التي تتناول فيها المراجع الرسمية، من وثائق ومخططات، أهمية الدور التربوي في ترسيخ قيم المواطنة، إلا أنها تبقى عقيمة الدلالة لأنها لم تقدم تصورا عمليا يسمح بأجرأة هذا الكلام الفضفاض على أرض الواقع، حتى تتمكن المؤسسات التعليمية من تحويل المواطنة من مجرد شعار مزركش إلى سلوك مواطن يمكن قياسه في وسط المتعلمات والمتعلمين؛ خاصة وأن هذا الوسط بدأ يعرف ظهور قيم أزمة تتجسد   -على سبيل المثال لا الحصر  -   في إبداع المتعلم طرقا متعددة للغش، والكتابة على الجذران، التعاطي للمخدرات داخل المؤسسات، متعلمات يمتهن الدعارة...إلخ، كلها سلوكات تعبر عن تمزق قيم الوطنية والمواطنة. صحيح أن ما آلت إليه الأوضاع في وطننا الحبيب، لا نحمل فيه المسؤولية لشبابنا وحده، بل إن كل واحد منا، من موقعه ودوره، يتحمل قسطا من هذه المسؤولية.

       على هذا الأساس شدد الأستاذ الدكتور عبد العالي حميتي على ضرورة اعتماد التربية الأمنية والجنسية في المناهج التربوية والمقررات الدراسية، وتعبئة كل الموارد والطاقات التي يزخر بها رجال التعليم الذين يمكن المراهنة عليهم بشكل كبير في هذا المستوى؛ كما ركز أيضا على ضرورة فتح ورش مجتمعي كبير، بشكل يضمن انخراط كل الفاعلين في الحقل التربوي في إطار تعاقد اجتماعي يرتكز على ثوابت وأولويات هذا الورش، ويسمح بصياغة ميثاق تنسجم فيه سياسات الدولة على جميع المستويات والأصعدة.

Partager cette page
Repost0

ثانوية مولاي رشيد بأجلموس

  • : عبد الكريم بوهو
  • : الدرس الفلسفي
  • Contact

لتحميل دروس الفلسفة

http://www.4shared.com/folder/TNf5Ba1e/_____.html

بــــــــحـــــــــث

مواضيع الامتحان الوطني الموحد لجميع المواد